أعلنت شركة تسلا عن استدعاء نحو 46 ألف نسخة من شاحنتها الكهربائية “سايبرترك” في الولايات المتحدة لإصلاح مشكلة في لوح خارجي قد ينفصل أثناء القيادة، مما يشكل خطرًا على سلامة الطرق، هذا الاستدعاء هو الثامن للسيارة منذ بداية عام 2024، ويغطي المركبات التي تم تصنيعها بين نوفمبر 2023 و27 فبراير 2024، وفقًا لملف تسلا المقدم إلى الإدارة الوطنية لسلامة المرور على الطرق السريعة (NHTSA).
تسلا لا تُفصح عادةً عن تفاصيل تسليم سيارات “سايبرترك”، لكن المحللين يعتقدون أن هذه المركبات المستدعاة تمثل الغالبية العظمى من سيارات “سايبرترك” الموجودة على الطرق، وقد يشكل هذا الاستدعاء نكسة جديدة لتسلا، خاصة مع تراجع أسعار أسهمها هذا العام بنسبة تقارب 50% في وقت تواجه فيه الشركة منافسة متزايدة، بالإضافة إلى ردود فعل سلبية ضد الرئيس التنفيذي إيلون ماسك، خاصة فيما يتعلق بتخفيضات الإنفاق الفيدرالي التي تم الإشراف عليها خلال إدارة الرئيس ترامب.

تسلا قامت بسحب السيارات بسبب خطر انفصال لوح زينة خارجي مصنوع من الفولاذ المقاوم للصدأ عن السيارة، مما قد يتسبب في حدوث حوادث أو مخاطر على الطريق، وقد تؤدي هذه المشكلة إلى أصوات داخل السيارة، أو قد يلاحظ السائقون أو المارة انفصال اللوح أو تكسيره تمامًا. أفادت تسلا بأنها تلقت 151 مطالبة ضمان قد تكون مرتبطة بهذه المشكلة، لكنها لم تسجل أي حوادث أو إصابات نتيجة لذلك.
شهدت تسلا تراجعًا في الطلب على شاحنتها الكهربائية غير التقليدية “سايبرترك” مع نهاية العام الماضي، بعد عدة تأخيرات في إطلاق السيارة. وبينما تشكل مبيعات “سايبرترك” جزءًا صغيرًا من إجمالي شحنات تسلا التي بلغت 1.79 مليون وحدة في 2024، فإن هذه الاستدعاءات تثير تساؤلات بشأن جودة المنتج وسمعة الشركة.
على الرغم من الاستدعاء الأخير، لم يتطرق إيلون ماسك خلال اجتماعه الأخير مع موظفي تسلا إلى مشكلة الاستدعاء من NHTSA. ومع ذلك، أشاد ماسك بتصنيف الأمان “النجمة الخمس” الذي حصل عليه “سايبرترك” من الوكالة، مؤكدًا أن السيارة آمنة جدًا في حالة الحوادث. كما شجع ماسك المستثمرين على الاحتفاظ بأسهمهم في الشركة، مشيرًا إلى أن تسلا ما زالت تواجه تحديات قوية.

في عام 2024، تصدرت تسلا قائمة الاستدعاءات في الولايات المتحدة، حيث بلغ إجمالي عدد الاستدعاءات 5.1 مليون استدعاء، وفقًا لشركة إدارة الاستدعاءات “بيزي كار”. ورغم أن العديد من مشاكل سيارات تسلا تم حلها عبر تحديثات برمجية عبر الهواء، فإن هذه الاستدعاءات الأخيرة تثير القلق بشأن استقرار جودة منتجاتها.
تسلا أعلنت أنها ستستبدل تجميع اللوح السفلي للمركبات المستدعاة باستخدام لوحة جديدة تلبي متطلبات اختبار المتانة. كانت تسلا قد استخدمت لاصقًا هيكليًا لربط التجميع، وهو ما ثبت أنه عرضة للمشاكل البيئية. النسخة الجديدة ستستخدم لاصقًا مختلفًا، وسيتم تقويته باستخدام مسمار ملحوم إلى اللوح الفولاذي مع صمولة تربط اللوح الفولاذي بهيكل السيارة.
تتوقع تسلا بدء استخدام القطعة المحدثة في الإنتاج في الأيام المقبلة، مع تعديل المركبات المنتجة قبل هذا التاريخ ولكنها ما زالت في حيازة تسلا قبل تسليمها للعملاء.
رغم تزايد الاستدعاءات في 2024، أشار المحلل في “مورنينغستار” سيث جولدشتاين إلى أن الاستدعاء الأخير لن يكون له تأثير كبير على أداء تسلا في الربع المالي لشهر مارس، نظرًا لأن مبيعات “سايبرترك” لا تزال صغيرة نسبيًا مقارنة بمبيعات “موديل 3″ و”موديل Y”.
شاهد أيضاً:
تشير التقارير إلى أن شركة تسلا تستعد لإطلاق موديل Y أقل تكلفة لمنافسة السيارات الكهربائية الصينية
تراجع حاد في أسهم تسلا مع انخفاض قيمتها السوقية إلى أقل من تريليون دولار
خلل في أنظمة التوجيه يدفع تسلا لاستدعاء 376 ألف سيارة من طرازات Model 3 وModel Y