أفادت تقارير صحفية حديثة عن أن شركتي هوندا ونيسان قد دخلتا في محادثات استكشافية بشأن اندماج محتمل، وذلك في إطار سعيهما لتعزيز قدراتهما التنافسية في مواجهة شركات صناعة السيارات الكهربائية، لا سيما في السوق الصينية التي تشهد نمواً سريعاً في إنتاج السيارات الكهربائية.
في مارس من هذا العام، أعلنت الشركتان عن اتفاق لاستكشاف شراكة استراتيجية في مجال السيارات الكهربائية، وهو ما يعكس التوجه المشترك لهما للتكيف مع التحولات السريعة التي يشهدها قطاع صناعة السيارات. وقد أكدت الشركتان هذا التوجه في رد مشترك على استفسارات بي بي سي، حيث قالتا: “كما تم الإعلان عنه في مارس من هذا العام، تقوم هوندا ونيسان باستكشاف إمكانيات مختلفة للتعاون المستقبلي، من خلال الاستفادة من نقاط قوة كل منهما.”
إلا أن الشركتين لم تنكرا التقارير التي نشرتها صحيفة “نيكاي” اليابانية حول المحادثات، ولكنهما أضافتا أن الأمر “ليس شيئًا تم الإعلان عنه من قبل أي من الشركتين”. كما تم التأكيد على أن المحادثات لا تزال في مراحلها الأولية، ولا يوجد ضمان على التوصل إلى اتفاق نهائي.
شاهد أيضاً: مراجعة هوندا برولوج 2024
وتعد هذه المحادثات جزءًا من محاولات الشركتين للتكيف مع التحولات التي يشهدها قطاع السيارات، مع زيادة حدة المنافسة في ظل التحول العالمي نحو السيارات الكهربائية. كما تواجه صناعة السيارات منافسة متزايدة من الشركات الصينية، التي تقدم سيارات كهربائية بأسعار تنافسية، وهو ما يشكل تحديًا كبيرًا لكل من هوندا ونيسان اللتين فقدتا جزءاً من حصتهما السوقية في الصين، والتي تمثل ما يقارب 70% من مبيعات السيارات الكهربائية العالمية.
ويرى المحللون أن الاندماج بين أكبر شركتين سيارات في اليابان قد يكون معقدًا من عدة نواحٍ. أولاً، من المتوقع أن يتعرض أي اتفاق للتدقيق السياسي المكثف داخل اليابان، خاصة أن الاندماج قد يؤدي إلى تقليص في الوظائف. كما أن نيسان قد تواجه تحديات كبيرة في فك تحالفها القائم مع شركة صناعة السيارات الفرنسية رينو.
بالإضافة إلى ذلك، في أغسطس الماضي، عمقت هوندا ونيسان تعاونهما في مجال السيارات الكهربائية، حيث اتفقتا على العمل معًا في مجالات مثل البطاريات والتقنيات الحديثة. وقد أعلنت الشركتان في نفس الشهر عن اتفاق مع شركة ميتسوبيشي لمناقشة التعاون في مجالات الذكاء الاصطناعي والكهرباء.
وتجدر الإشارة إلى أن الشركتين قد تفكران في إضافة ميتسوبيشي إلى أي شراكة محتملة، حيث تعتبر نيسان هي أكبر مساهم في ميتسوبيشي.
من جانبها، شهدت أسهم نيسان ارتفاعًا بنسبة 23% في بورصة طوكيو، بينما تراجعت أسهم هوندا بنسبة 3%، بينما ارتفعت أسهم ميتسوبيشي بنحو 20%.
ويعلق المحللون على هذه التوجهات قائلين إن التحديات التي تواجه اللاعبين الأصغر في قطاع السيارات تصبح أكثر تعقيدًا في ظل المنافسة القوية من الشركات الصينية. ويشدد المحللون على أن التعاون بين هوندا ونيسان قد يكون ضرورياً للبقاء في السوق والتكيف مع المستقبل الذي يتطلب استثمارات ضخمة في السيارات الكهربائية.
في النهاية، يشير الخبراء إلى أن هذا الاندماج، إن تم، قد لا يكون الحل النهائي للمشاكل التي تواجهها الشركتان في مواجهة التحديات العالمية، لكنه خطوة مهمة قد تساعدهما على الصمود في المستقبل أمام المنافسة الشديدة من شركات السيارات الصينية والأمريكية، مثل BYD وTesla.
شاهد أيضاً:
هوندا باسبورت 2026: أكثر جرأة وقدرة على الطرق الوعرة
مواصفات هوندا باسبورت 2026
إطلاق هوندا سيتي هاتشباك 2021 بشكل رسمي في البرازيل