في قرار غير مسبوق يسلط الضوء على مسؤولية الشركات تجاه سلامة المستهلكين، فرضت الإدارة الوطنية لسلامة المرور على الطرق السريعة (NHTSA) غرامة مالية على شركة “فورد” بقيمة 165 مليون دولار بسبب تأخرها في إصلاح مشكلة تتعلق بالكاميرات الخلفية في العديد من شاحناتها، سيارات الدفع الرباعي، والحافلات من طراز 2020، وتعد هذه الغرامة ثاني أكبر غرامة في تاريخ صناعة السيارات الأمريكية، مما يعكس حجم التأثير الذي خلفه هذا الخطأ على سمعة الشركة وعلى سلامة مستخدمي هذه السيارات.
تعود تفاصيل هذه القضية إلى اكتشاف خلل في الكاميرات الخلفية التي تم تركيبها في بعض سيارات فورد موديل 2020، هذه الكاميرات كانت تفتقر إلى القدرة على توفير رؤية واضحة للسائقين أثناء الرجوع إلى الوراء، وهو ما يشكل خطرًا على السلامة في ظل الاعتماد المتزايد على هذه الأنظمة في السيارات الحديثة، وقد لاحظت الإدارة الوطنية لسلامة المرور على الطرق السريعة أن فورد لم تقم باستدعاء السيارات المتأثرة بهذه المشكلة في الوقت المناسب، وهو ما يعد انتهاكًا صريحًا للقوانين الفيدرالية المتعلقة بالسلامة.
وفور اكتشاف الخلل، أطلقت NHTSA تحقيقًا شاملاً في كيفية تعامل فورد مع هذه المشكلة. وبينما تم تحريكه استدعاء العديد من السيارات المعيبة، أظهرت التحقيقات أن الشركة فشلت في تقديم معلومات دقيقة وكاملة حول استدعاء السيارات كما يتطلبه “قانون سلامة المرور والمركبات الوطنية”، وبناءً على ذلك، تم فرض الغرامة المالية على فورد كجزء من العقوبات التي تهدف إلى تحفيز الشركة على اتخاذ إجراءات أكثر سرعة وفعالية في المستقبل لضمان سلامة المستهلكين.
شاهد أيضاً: إطلاق فورد إيدج L 2025 لأول مرة

في إطار الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين فورد والإدارة الوطنية لسلامة المرور، تم تعيين طرف ثالث مستقل للإشراف على أداء الشركة والتأكد من التزامها بالمعايير المطلوبة، هذا الطرف المستقل سيقوم بتقديم توصيات حول كيفية تحسين التزامات الأداء الخاصة بفورد ويقيّم امتثال الشركة للقوانين الفيدرالية المتعلقة بالسلامة، هذه الخطوة تعكس الجدية التي تتعامل بها NHTSA مع القضايا المتعلقة بسلامة السيارات وتُظهر عزمها على ضمان حماية المستهلكين.
لم تكن هذه الغرامة هي الأولى بالنسبة لشركة فورد، حيث تصدرت الشركة صناعة السيارات في السنوات الأخيرة من حيث عدد الاستدعاءات التي قامت بها، ففي عام 2022، اضطرت فورد لاستدعاء أكثر من 8.6 مليون سيارة لإصلاح 67 عيبًا معروفًا، وقد تعلقت بعض هذه العيوب بمشاكل في أنظمة الأمان، مثل أحزمة الأمان، وأبواب السيارات، وغيرها من المكونات التي تساهم في ضمان سلامة الركاب.
ومع ذلك، فقد شهد عام 2023 تحسنًا ملحوظًا في أداء الشركة على صعيد الجودة، حيث قامت فورد بتخفيض عدد الاستدعاءات إلى 5.9 مليون سيارة وأعلنت عن إصلاح 55 عيبًا فقط، وهو ما يعكس التوجه الجاد للشركة نحو تحسين معايير الجودة والسلامة في سياراتها.
في عام 2024، اتخذت فورد نهجًا جديدًا لمحاولة تجنب مثل هذه المشاكل في المستقبل، فقد قامت بتأجيل شحن السيارات المعاد تصميمها لمدة تصل إلى ستة أسابيع، مما يتيح للمفتشين الفرصة لفحص السيارات بحثًا عن العيوب قبل وصولها إلى الأسواق، هذا القرار يعكس التزام فورد بزيادة الشفافية وتحسين عمليات الفحص والتفتيش، وذلك لضمان خلو سياراتها من أي عيوب قد تهدد سلامة المستهلكين.
ومن الجدير بالذكر أن فورد كانت قد أعلنت عن 62 استدعاءً في عام 2024 حتى الآن، وهو رقم مرتفع مقارنة بأي شركة تصنيع سيارات أخرى، مما يشير إلى أن الشركة لا تزال تتعامل مع تحديات كبيرة في مجال ضمان الجودة والسلامة.
الغرامة المالية البالغة 165 مليون دولار تمثل ضغطًا كبيرًا على شركة فورد، لا سيما أنها تأتي في وقت تسعى فيه الشركة إلى تحسين سمعتها واستعادة ثقة المستهلكين، هذه الغرامة هي تذكير قوي لكافة الشركات العاملة في صناعة السيارات بأهمية الامتثال للقوانين الفيدرالية المتعلقة بالسلامة وأهمية التحرك بسرعة وفعالية في معالجة أي مشكلات تتعلق بالسلامة.
إضافة إلى ذلك، فإن الفحص المستمر الذي ستخضع له فورد من قبل الطرف الثالث المستقل سيزيد من مستوى الشفافية في عملياتها، مما قد يساهم في تحسين سمعتها على المدى الطويل إذا نجحت في تنفيذ التوصيات وتطبيق إجراءات تحسن السلامة والجودة.
شاهد أيضاً:
أودي حوّلت أغرب سياراتها الهاتشباك إلى سيارة كهربائية
مراجعة أودي RS Q8 موديل 2025
كل ما نعرفه عن سيارة أودي Q3 2026