تُعرف السيارات ذاتية القيادة بأنها مركبات قادرة على استشعار البيئة المحيطة بها بشكل شبه كامل، ويتم ذلك من خلال استخدام كاميرات ومستشعرات ترسل إشارات إلى نظام حاسوبي يحدد سرعة السيارة، وزاوية انحرافها، واللحظة المناسبة لاستخدام المكابح، وجميع الأمور التي يقوم بها السائق أثناء القيادة، وهذا ما يجعلها قادرة على تنفيذ المهام القيادية بشكل كامل بدون تدخل بشري.
وبالرغم من أن البعض قد يظن أن مفهوم السيارات ذاتية القيادة حديث ولكن الحقيقة تعود إلى أكثر من 50 عامًا، حيث ظهرت أول سيارة ذاتية القيادة في عام 1984، وكانت من إنتاج مختبر “نافلاب” التابع لجامعة كارنيغي ميلون، واستمرت التجارب والتطوير على مدى السنوات لتشمل 35 شركة عالمية مثل جنرال موتورز، وتويوتا، وآبل، وغوغل، وإنتل، وأودي، وبي أم دبليو، وتسلا، وغيرها.
تعتمد السيارات ذاتية القيادة على تكنولوجيا متقدمة تجمع بين ثلاثة أنظمة رئيسية بتناغم، وهي:
- المستشعرات الخاصة:
تتألف من رادارات، وكاميرات، وحساسات، وموجات فوق صوتية، تراقب محيط السيارة وتحذر من أي اقتراب غير مألوف. - الاتصال بالإنترنت:
تكون جميع السيارات متصلة بشبكة الإنترنت، مما يمكّنها من استخدام تقنية الحوسبة السحابية للحصول على بيانات حول حالة الطرق وحركة المرور. - الخوارزميات البرمجية:
تقوم بتحليل المعلومات المستقاة من المستشعرات والإنترنت لاتخاذ القرارات الصحيحة فيما يتعلق بسرعة السيارة وتوجيهها.
مزايا السيارات ذاتية القيادة:
- الحد من الأخطاء البشرية:
تشير الإحصائيات إلى أن 80% من حوادث الطرق تنجم عن أخطاء بشرية، مثل استخدام الهاتف أثناء القيادة أو التأثير بالكحول والمخدرات، فيمكن لأنظمة القيادة الذاتية تفادي هذه الأخطاء، مما يقلل من فقدان الأرواح والخسائر المادية. - الراحة والرفاهية:
يتيح وجود السائق في وضع الركوب دون الحاجة للتركيز على عمليات القيادة إمكانية الاستمتاع بفترات الراحة أو القراءة أثناء التنقل، مما يعزز التجربة الركوب بشكل عام. - تقليل الازدحامات المرورية:
بفضل قدرة السيارات على التواصل المباشر مع بعضها، يمكن برمجتها للامتثال لقوانين المرور وتجنب السلوكيات التي تسبب الازدحامات، مما يحسن تدفق حركة المرور. - تقليل الانبعاثات الكربونية:
باستخدام الطاقة الكهربائية كمصدر للطاقة، تعتبر السيارات ذاتية القيادة صديقة للبيئة، حيث تقلل من الانبعاثات الضارة بشكل كبير مقارنة بالمركبات التقليدية التي تعتمد على الوقود الأحفوري.
مشاكل السيارات ذاتية القيادة:
- صعوبة القيادة في الظروف الجوية الصعبة:
يعتبر التحدي الرئيسي هو التعامل مع ظروف الطقس السيئة، حيث تعتمد هذه السيارات على الحساسات والكاميرات، والتي قد تجد صعوبة في التمييز بين الأجسام في ظروف جوية معقدة مثل الضباب أو العواصف الرملية. - اختلاف خطوط الشوارع:
تعتمد السيارات ذاتية القيادة على خطوط الطرق والعلامات المرورية لتوجيه حركتها، تغيرات في خطوط الطرق أو اختلافها من مكان لآخر، بالإضافة إلى اختفائها بمرور الوقت، قد تسبب تحديات لهذه السيارات. - صعوبة التعامل مع السائقين:
قد تواجه السيارات ذاتية القيادة تحديات في التفاعل مع سائقين غير ملتزمين بالقوانين المرورية، مما قد يتسبب في حالات إرباك وتعقيد في حركة المرور. - الثمن المرتفع:
نظرًا لتطور التكنولوجيا المتطورة والأنظمة الإلكترونية المعقدة المستخدمة في هذه السيارات، يكون ثمنها عاليًا، مما قد يقلل من إمكانية الوصول إليها لفئة واسعة من الأفراد.
السيارات ذاتية القيادة في الإمارات
تطور الاهتمام في دولة الإمارات، وبالأخص في إمارتي أبوظبي ودبي، نحو دعم وتبني تقنيات السيارات ذاتية القيادة يعكس رؤية قوية لاستخدام التكنولوجيا لتحسين حياة السكان وتعزيز التنقل في المدن، إليك بعض النقاط المهمة حول تقنية القيادة الذاتية في الإمارات:
- برنامج تجريبي في أبوظبي:
اتفقت دائرة البلديات والنقل في إمارة أبوظبي على برنامج تجريبي للسيارات ذاتية القيادة، حيث تم إطلاق مركبات قيادة ذاتية في جزيرة ياس، هذا يعكس التزام الإمارة بدعم واستكشاف تقنيات النقل المبتكرة. - اتفاقية في دبي مع جنرال موتورز:
في إمارة دبي، وقعت هيئة الطرق والمواصلات اتفاقية استراتيجية مع شركة “جنرال موتورز” لتشغيل سيارات ذاتية القيادة في رحلات التنقل داخل المدينة اعتبارًا من عام 2023، تهدف دبي إلى تحويل نسبة كبيرة من رحلات التنقل إلى رحلات ذاتية القيادة بحلول عام 2030. - تحويل جزء كبير من رحلات التنقل:
دبي تسعى لتحويل 25% من إجمالي رحلات التنقل في الإمارة إلى رحلات ذاتية القيادة بحلول عام 2030، وتخطط لتوفير أكثر من 4,000 سيارة ذاتية القيادة في هذا السياق.
شاهد أيضاً